متابعات _ انباء السودان _ في تحرك يُعد الأبرز منذ انضمامه إلى صفوف الجيش السوداني، حط اللواء أبو عاقلة كيكل، قائد قوات “درع السودان”، رحاله في مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة للبلاد ومركز ثقل القرار الحكومي بعد خروج الخرطوم عن السيطرة. وتأتي هذه الزيارة، الأولى من نوعها، وسط ترقب واسع، إذ يرافقه عدد من القيادات البارزة في “درع السودان”، في مهمة يُتوقع أن تشمل لقاءات مغلقة مع قادة عسكريين ومسؤولين حكوميين لمناقشة مستجدات المشهد الأمني والسياسي في البلاد.
الزيارة تأتي في ظرف سياسي وأمني بالغ الحساسية، وسط استمرار النزاع الدموي بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، وما خلّفه من دمار شامل في مؤسسات الدولة وتهجير واسع للمدنيين. ويرى مراقبون أن ظهور كيكل في بورتسودان يحمل إشارات واضحة لإعادة تموضع عسكري محتمل، وربما إعادة رسم خارطة النفوذ في شرق البلاد، الذي بات منصة العمل التنفيذي والإداري للدولة.
وتعزز زيارة كيكل الجدل المثار حول شخصه ودور قواته، خاصة بعد تصريحاته النارية التي وجّه فيها انتقادات مباشرة لوزير المالية جبريل إبراهيم، مستخدمًا عبارات فُسرت كتهديد صريح. وهي التصريحات التي أثارت ردود فعل غاضبة، حيث طالب الوزير بمساءلة كيكل قانونيًا، مؤكداً في مقابلة متلفزة أن لا أحد يعلو فوق القانون، محذرًا من تبعات الخلط بين المهام العسكرية والسياسية.
هذا الجدل يعيد إلى الواجهة التوتر المتصاعد بين المكونات العسكرية والمدنية، وسط مشهد ضبابي تتداخل فيه الأدوار، ويتسع فيه نفوذ الفصائل المسلحة على حساب سلطة الدولة. ويطرح ذلك تساؤلات جدية حول مسارات بناء الدولة واستعادة المؤسسات بعد الحرب، في ظل تنامي الدور السياسي لبعض التشكيلات العسكرية، ومنها “درع السودان”.
ويقرأ بعض المحللين زيارة كيكل على أنها بداية لتحركات استراتيجية أوسع، قد تحمل في طياتها رسائل حاسمة حول إعادة ترتيب المواقف في الشرق، وربما التمهيد لدور أكبر لـ”درع السودان” كقوة داعمة للجيش في المرحلة المقبلة، وسط تحذيرات من أن استمرار التنازع على الشرعية والنفوذ قد يُعقّد فرص الخروج من الأزمة المستفحلة.