تحولت فرحة العيد في سنار إلى مشهد من الحزن والأسى، بعدما لقي فنيان مصرعهما في الساعات الأولى من صباح يوم العيد، إثر انفجار وقع أثناء محاولتهما إعادة تشغيل محول كهربائي يغذي ست ولايات سودانية بالطاقة.
الفنيان، سيف الدين دفع الله والمنشد أحمد، كانا في قلب مهمة فنية طارئة بمحطة سنار التحويلية، حيث عملا على إعادة تنشيط خط النقل 110 — الشريان الكهربائي الحيوي الذي يمد ولايات النيل الأزرق، سنار، القضارف، الجزيرة، النيل الأبيض، وشمال كردفان بالكهرباء.
وبينما كانت الأسر تبدأ احتفالاتها، كان الفنيان يواجهان خطرًا حقيقيًا على الأرض في سبيل إعادة التيار الكهربائي للملايين. إلا أن المهمة تحولت إلى فاجعة، بعدما وقع الانفجار الذي أنهى حياتهما أثناء أداء واجبهما المهني والوطني.
شركة كهرباء السودان نعت الفقيدين في بيان رسمي، مؤكدة أن الحادثة تسلط الضوء على حجم التضحيات التي يقدمها العاملون في قطاع الكهرباء، خاصة في ظروف التشغيل الصعبة والمخاطر الميدانية المستمرة.
زملاء الفنيين عبّروا عن حزنهم العميق، مشيرين إلى أن الفقيدين لم يكونا مجرد زملاء عمل، بل كانا رمزًا للالتزام والتفاني في أداء المهام الحرجة، حتى وإن صادفت أيامًا كهذه يفترض أن تكون للراحة والفرح.
الواقعة أعادت إلى الواجهة المطالب المتكررة بضرورة تعزيز إجراءات السلامة المهنية، وتوفير بيئة عمل أكثر أمانًا لهؤلاء الجنود المجهولين الذين يعملون خلف الكواليس لضمان استمرار الحياة.