كتب: د. محمد محمود
في حادثة مؤسفة تكشف التحديات المتزايدة التي يواجهها الكادر الطبي، تعرضتُ بالأمس للاعتداء الجسدي أثناء عملي في مستشفى العظام بود مدني، وذلك من قِبل مرافقين لمريض.
وصل إلى قسم الطوارئ شاب في حالة حرجة، يعاني من طعنة في منطقة الصدر، ويبدو عليه أثر تعاطي الكحول. بدأت فورًا في تقديم الإسعافات الأولية له، محاولًا إنقاذ حياته رغم خطورة حالته.
وبعد نحو عشر دقائق من المحاولات المتواصلة، فارق المريض الحياة متأثرًا بإصابته.
ما إن أُعلن عن وفاة المريض، حتى تحول المشهد إلى حالة من الفوضى، حيث انهال عدد من المرافقين عليّ وعلى الطاقم الطبي بالضرب والاعتداء اللفظي، في مشهد صادم داخل مرفق يُفترض أن يكون مكانًا للإنقاذ لا العنف.
ما حدث ليس اعتداءً شخصيًا فقط، بل هو اعتداء على رسالة الطب والإنسانية، ويستوجب وقفة حاسمة من الجهات المعنية لحماية الكوادر الصحية وتمكينهم من أداء واجبهم دون خوف.