كشفت مصادر ميدانية مطلعة عن تصاعد نشاط مليشيا الدعم السريع داخل أراضي دولة جنوب السودان، في تحركات توصف بالغامضة وتثير الكثير من علامات الاستفهام حول الأهداف الحقيقية وراءها.
وأكدت المعلومات أن عناصر وقيادات بارزة من المليشيا باتت تنشط بكثافة في العاصمة جوبا وعلى طول الشريط الحدودي مع جنوب وشرق دارفور، ما يشير إلى محاولات مستميتة لإعادة ترتيب الصفوف بعد الخسائر المتلاحقة التي تكبدتها المليشيا في مواجهاتها مع القوات المسلحة السودانية.
قوة جديدة تصل جوبا من دولة مجاورة
في خطوة تعكس حجم التحديات التي تواجهها مليشيا الدعم السريع، وصلت إلى جوبا خلال الأيام القليلة الماضية قوة مقاتلة قوامها 350 فرداً، تم سحبها على عجل من إحدى دول الجوار. وتشير المعلومات إلى أن هذه القوة نُقلت بصورة طارئة لتكون جاهزة للزج بها في جبهات القتال التي تشهد تراجعاً حاداً للمليشيا أمام تقدم الجيش السوداني.
مستشفى مادول يتحول إلى مركز إسناد طبي للمليشيا
وفي تطور لافت، استقبل مستشفى مادول – الذي أنشئ مؤخراً بتمويل إماراتي – أكثر من 200 من جرحى مليشيا الدعم السريع خلال الساعات الماضية، بعد أن تم نقلهم من منطقتي الميرم وأنجوك. كما سبقتهم مجموعة من القيادات المصابة، والتي يجري تجهيزها لنقل لاحق إلى جوبا أو إلى وجهات أخرى، في مشهد يعكس وجود دعم لوجستي منظم يتجاوز الحدود السودانية.
النيجر مصدر جديد للمقاتلين.. والإمارات تحت المجهر
وفي محاولة لتعويض النقص الحاد في المقاتلين المحليين بعد امتناع العديد من شباب القبائل في دارفور عن الاستجابة لحملات التعبئة، اتجهت مليشيا الدعم السريع – بدعم إماراتي مكشوف – إلى استقدام مرتزقة من دولة النيجر، ما يؤكد اتساع دائرة التدخلات الخارجية في النزاع السوداني.
وتُثير هذه التحركات قلقاً واسعاً بشأن حجم الدعم الإقليمي الذي تتلقاه المليشيا، في وقت تتسارع فيه المكاسب الميدانية لصالح الجيش السوداني، خاصة في دارفور، وسط تنامي الغضب الشعبي من انتهاكات المليشيا داخل المدن السودانية.
الوقائع على الأرض تضع الأزمة السودانية في مسار أكثر تعقيداً، مع بروز تحالفات إقليمية تتحدى استقرار البلاد ووحدتها الترابية.