حياة اللاجئين في ليبيا وسط صمت دولي مقلق
متابعات _أنباءالسودان _أعرب المرصد السوداني لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء تدهور أوضاع اللاجئين السودانيين في ليبيا، في ظل ما وصفه بصمت دولي غير مبرر تجاه معاناتهم المستمرة. وأكد المرصد أن ترك هؤلاء اللاجئين يواجهون الاعتقال والتمييز دون حماية يمثل تقصيراً واضحاً في الالتزامات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
وأشار المرصد إلى أنه يعمل حالياً مع عدد من الشركاء في المنطقة على إعداد خطة لإجلاء اللاجئين السودانيين بشكل آمن من ليبيا، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم هذه الجهود من خلال تأمين ممرات إنسانية آمنة، مع إعطاء أولوية للنساء والأطفال والعاملين في المجال الإعلامي الذين يواجهون أوضاعاً صعبة للغاية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وغياب الرقابة الدولية.
وحذّر البيان من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل فعّال قد يؤدي إلى أزمة إنسانية واسعة النطاق، خاصة مع تزايد أعداد المحتجزين في مراكز إيواء تفتقر للحد الأدنى من المقومات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية والمياه النظيفة، ما يزيد من معاناة من فروا من النزاع بحثاً عن الأمان.
كما دعا منظمة اليونسكو إلى التدخل العاجل لتفعيل خطة الأمم المتحدة الخاصة بسلامة الصحفيين، وتسليط الضوء على أوضاع الإعلاميين السودانيين اللاجئين في ليبيا الذين يتعرضون لضغوط وانتهاكات تؤثر على حياتهم وحريتهم المهنية، مؤكداً أنه تلقى نداءات استغاثة من عدد من الصحفيين المقيمين في مناطق عالية الخطورة.
وطالب السلطات الليبية بوقف حملات الاعتقال والمداهمات التي تستهدف اللاجئين السودانيين، داعياً إلى احترام حقوقهم وتوفير الحماية اللازمة لهم وفقاً للمواثيق الدولية. كما دعا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى القيام بدورها بشكل كامل لتسهيل عمليات الإجلاء الإنساني، خاصة في الحالات الطارئة أو الأكثر عرضة للخطر.
وأبدى قلقه العميق إزاء التقارير التي تفيد بتعرض عدد من اللاجئين لاعتداءات وانتهاكات جسيمة، سواء من بعض الجهات الرسمية أو من جماعات مدنية، مشيراً إلى أن الخطاب السلبي المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي أسهم في تأجيج مشاعر التمييز ضدهم. ولفت إلى أن هذا الخطاب أفرز ممارسات عدائية على أرض الواقع تمثلت في اعتداءات مباشرة وإجبار بعض العائلات على مغادرة مساكنها تحت التهديد.
وأوضح أنه وثق حالات احتجاز تعسفي تتم خلال مداهمات ليلية تنفذها بعض الأجهزة الأمنية، وتؤدي إلى اعتقال لاجئين بينهم نساء وأطفال، واحتجازهم في أماكن غير مؤهلة تفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير الإنسانية، وهو ما وصفه بأنها معاملة غير لائقة تمس الكرامة الإنسانية.