متابعات _ انباء السودان _ أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تصريح له يوم الاثنين، أن “المحافظة على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه تعد أمرا جوهريًا من أجل تحقيق حل مستدام للنزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي اندلع منذ 15 أبريل 2023”.
وأشار غوتيريش إلى أن النزاع المستمر خلف أكثر من 20 ألف قتيل، في حين تقدر التقارير الجامعية الأمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا، فضلاً عن نزوح نحو 15 مليون شخص بين نازح ولاجئ. في هذا السياق، عبر غوتيريش عن “قلق عميق” بشأن إعلان قوات الدعم السريع وبعض الأطراف المدنية والجماعات المسلحة المتحالفة معها عن توقيع ميثاق سياسي يهدف إلى تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وقعت قوات الدعم السريع وبعض الحركات السياسية المسلحة السودانية على ميثاق في العاصمة الكينية نيروبي، يتضمن تأسيس حكومة موازية في البلاد، مما قوبل بمعارضة شديدة من الحكومة السودانية. وأعربت الحكومة السودانية عن احتجاجها على استضافة كينيا لهذه الاجتماعات، معتبرة ذلك تدخلاً في شؤون السودان الداخلية.
وحذر غوتيريش من أن “تصعيد النزاع بهذه الطريقة يزيد من تفتيت البلاد وقد يؤدي إلى تعميق الأزمة”. وأكد أن الأمم المتحدة تواصل مساعيها عبر المبعوث الخاص إلى السودان، رمطان لعمامرة، من أجل دفع الأطراف المتحاربة للانخراط في مفاوضات تهدف إلى وقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين، فضلاً عن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وفي المقابل، عبرت وزارة الخارجية السودانية عن نيتها اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد كينيا، بسبب ما اعتبرته “تدخلاً في الشأن السوداني”، إثر استضافتها اجتماعات لقوى سياسية ومسؤولين من قوات الدعم السريع. في الوقت نفسه، أكدت كينيا أنها تسعى من خلال استضافتها لهذه الاجتماعات إلى المساعدة في إيجاد حل سلمي للنزاع، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
ومن الناحية العسكرية، تشير التقارير إلى أن القوات السودانية بدأت تستعيد بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع في ولايات الوسط (الخرطوم والجزيرة) والجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان). في حين تواصل قوات الدعم السريع السيطرة على أربع ولايات في دارفور، بينما لم تمتد الحرب إلى مناطق شمال وشرق البلاد بعد.