في ظل تدهور مقلق للخدمات الصحية وغياب تام للأمصال، يعيش أطفال منطقة البحيرة بالمناصير تحت تهديد دائم من لدغات العقارب، التي تحولت إلى خطر يومي يحصد الأرواح بصمت.
خلال العام الماضي وحده، فقد العديد من الأطفال حياتهم بسبب غياب الأمصال وانقطاع الكهرباء، ما فاقم معاناة السكان.
وبات مشهد الأطفال وهم يقتلون العقارب ويلعبون بها أمرًا مألوفًا، في تجسيد مؤلم لحالة التكيف القسري مع واقع الموت المتربص، في ظل غياب أي حماية صحية أو دعم رسمي.
المزيد من المشاركات
ويُعد الحصول على مصل العقارب، إن توفر، ترفًا بعيد المنال، إذ يصل سعره إلى 40 ألف جنيه سوداني، وهو مبلغ يفوق إمكانيات معظم الأسر.
كما يضطر الأهالي لاستخدام المراكب لعبور النهر نحو أقرب مركز طبي، في رحلة محفوفة بالخطر، تزيدها صعوبة الانقطاعات المتكررة في شبكات الاتصال، مما يعيق الاستغاثة السريعة في حالات الطوارئ.
وفي مواجهة هذا الوضع الكارثي، أطلق أهالي المناصير نداءً عاجلًا إلى وزارة الصحة الاتحادية لتوفير الأمصال بشكل فوري،
كما طالبوا شركات الاتصالات بإعادة الخدمة إلى الجُزر النائية لتسهيل عمليات الإنقاذ وإنقاذ أرواح أطفالهم من الموت المحقق.