في تطور مقلق، أعلن وزير الصحة السوداني، د. هيثم محمد إبراهيم، أن انتشار الكوليرا في ولاية الخرطوم يعود إلى التدهور البيئي الحاد الذي رافق استعادة السيطرة على عدد من المناطق وعودة الأهالي إليها، لاسيما في منطقتي جبل أولياء وصالحة، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في المياه النظيفة وبيئة غير صالحة للمعيشة.
وخلال تصريحات صحفية أدلى بها اليوم السبت عقب استعراضه لتقارير الوضع الوبائي، كشف الوزير أن معدلات الإصابة المؤكدة تراوحت ما بين 600 إلى 700 حالة أسبوعيًا خلال الشهر الماضي، وهو تصاعد اعتبره متوقعًا في ظل الانهيار البيئي المتفاقم.
وفيما وصف الوزير الوضع بأنه “تحت السيطرة المشددة”، نوّه إلى أن غرفة طوارئ وزارة الصحة تعمل دون توقف لرصد الوضع وتنفيذ التدخلات الوقائية والعلاجية. كما أعلن عن انطلاق حملة تطعيم واسعة ضد الكوليرا خلال الأيام المقبلة في عدد من محليات الولاية.
وأشاد الوزير بجهود حكومة الولاية وشركائها الدوليين، التي أثمرت عن إنشاء أكثر من 8 مراكز علاجية متخصصة، إلى جانب حملات لتعقيم مصادر المياه وتحسين خدمات الإصحاح البيئي.
ويُذكر أن ولاية الخرطوم، إلى جانب ولايات أخرى، تشهد موجات متكررة من تفشي الكوليرا نتيجة لتدهور البنية التحتية جراء النزاع المسلح الدائر منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي أدى إلى نزوح الآلاف وعودة بعضهم إلى مناطق غير مؤهلة صحيًا، ما فاقم من تفشي الأمراض المنقولة بالمياه.