في أول موقف حازم له منذ توليه المنصب، أطلق رئيس الوزراء السوداني، د. كامل إدريس، تحذيراً شديد اللهجة تجاه المتورطين في ما وصفه بـ”الكارثة الإنسانية” التي تعرض لها حجاج السودان خلال موسم الحج الجاري، مشدداً على أن ملف الفساد في هيئة الحج والعمرة أصبح تحت مجهر الدولة، ولن يُغلق إلا بمحاسبة كل من تلاعب أو قصّر.
وفي بيان رسمي، أعلن إدريس عن تشكيل لجنة وطنية عليا برئاسته الشخصية للتحقيق في التجاوزات التي شابت أداء الهيئة، لافتاً إلى أن مشاهد افتراش الأرض، وغياب أبسط مقومات الخدمة في منى، مقارنةً بما حظيت به بعثات دول أخرى، تعكس “فشلاً مروعاً لا يمكن التغاضي عنه”.
وقال إدريس: “أقسمنا أن لا تمر هذه الحادثة مرور الكرام، وكل من ثبتت عليه مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة، سيواجه العدالة دون استثناء. كما سنعمل على تعويض المتضررين بما يحفظ كرامتهم.”
المزيد من المشاركات
في المقابل، عبّر رئيس الوزراء عن بالغ شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على حسن تنظيم موسم الحج، وعلى الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن.
ويأتي هذا الموقف الصارم في أعقاب تقارير موثقة وشهادات من حجاج سودانيين أكدوا تعرضهم لمعاملة مهينة من قبل مسؤولي هيئة الحج السودانية، رغم ما دفعوه من مبالغ باهظة نظير خدمات لم تصلهم على أرض الواقع.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، كان قد أعلن سابقاً عن تشكيل لجنة للتحقيق في شبهات فساد طالت الهيئة، غير أن خطوة إدريس بتشكيل لجنة أعلى بإشرافه المباشر تُعد تصعيداً نوعياً في مسار محاسبة المتورطين.
وفي ختام بيانه، دعا إدريس بالقبول لحجاج السودان، متعهداً بأن ما حدث هذا العام لن يتكرر، وأن منظومة الحج السودانية ستشهد “إعادة بناء شاملة على أسس الشفافية والكرامة والعدالة”.