إبراهيم شقلاوي: حكومة الكفاءات بداية لعبور السودان نحو الاستقرار والتنمية
متابعات _ أنباءالسودان
إبراهيم شقلاوي: حكومة الكفاءات بداية لعبور السودان نحو الاستقرار والتنمية
متابعات _ أنباءالسودان _ أعلن رئيس الوزراء السوداني، د. كامل إدريس، رسميًا عن اكتمال تشكيل “حكومة الأمل”، بعد شهور من الانتظار والتعقيدات السياسية. الخطوة اعتُبرت تحولًا مهمًا نحو إرساء دعائم الحكم المدني، وسط تطلعات شعبية واسعة لإحداث تغيير حقيقي في أداء مؤسسات الدولة.
الحكومة الجديدة جاءت بعد مشاورات مكثفة، واضطر إدريس إلى التوفيق بين عدة اعتبارات، شملت التمثيل العادل للقوى السياسية والمناطق، وإدماج الشباب والنساء، دون المساس بمبدأ الكفاءة الذي أكد التزامه به منذ البداية.
نساء في مواقع القرار
من أبرز ملامح التشكيل، تعيين الدكتورة لمياء عبد الغفار وزيرة لشؤون مجلس الوزراء، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع. وتتمتع لمياء بخبرة واسعة في مجالات التنمية والتخطيط، ما يجعل اختيارها خطوة استراتيجية نحو تمكين النساء في مواقع القيادة الفاعلة.
الخارجية بين الجدل والتكهنات
وفي وزارة الخارجية، أثار تكليف السفير عمر صديق نقاشًا واسعًا، لا سيما في ظل أنباء عن نية رئيس الوزراء تولي الحقيبة بنفسه. ويُعد صديق من أبرز الكفاءات الدبلوماسية في البلاد، إذ شغل مناصب رفيعة في سويسرا والصين، ويتمتع بخبرة كبيرة في العلاقات الدولية.
التحفظ على منحه الوزارة كاملة أثار تساؤلات حول فاعلية السياسة الخارجية في المرحلة المقبلة، وسط دعوات لتكليفه رسميًا بالمنصب لتفادي التشتت في إدارة الملفات الدولية المعقدة
.
كفاءات مهنية في مفاصل الدولة
شهدت الحكومة الجديدة دخول عدد من الشخصيات ذات الخلفيات الفنية والمهنية، حيث تولى المهندس المعتصم إبراهيم وزارة الطاقة، مستفيدًا من خبرته الطويلة في قطاع البترول، بما في ذلك عمله السابق كمدير لشركة “شل” العالمية في السودان وجنوب أفريقيا.
في السياق ذاته، أسندت حقيبة التحول الرقمي والاتصالات إلى المهندس أحمد الدرديري غندور، وهو متخصص في مجال أمن المعلومات وله مسيرة تتجاوز 17 عامًا في قطاع التكنولوجيا.
أما وزارة التعليم، فذهبت إلى الدكتور التهامي الزين حجر، أستاذ الكيمياء بجامعة بحري، في وقت تشهد فيه البلاد تحديات كبيرة تتعلق بإصلاح القطاع التعليمي بعد سنوات الحرب.
وشملت التعيينات كذلك البروفيسور أحمد آدم وزيرًا للشباب والرياضة، وهو اسم أكاديمي معروف، يأتي في محاولة لإعادة الاعتبار لدور الشباب في بناء الوطن.
دمج وزارات.. وإعادة هيكلة
التشكيل الوزاري الجديد تضمن أيضًا دمج عدد من الوزارات مثل “الري والزراعة” و”الخارجية والتعاون الدولي”، وهو ما يتطلب وضوحًا تنظيميًا في المهام والمسؤوليات، لتفادي الازدواجية وتحقيق التناغم بين المؤسسات الحكومية.
حقيبتان قيد الانتظار
حتى لحظة الإعلان، ظلت وزارتا الخارجية والبيئة قيد الحسم النهائي، وسط توقعات بأن تُسند وزارة البيئة لامرأة، ضمن سياسة تعزيز التمثيل النسائي داخل الحكومة.
التحدي الحقيقي يبدأ الآن
يرى محللون أن تشكيل حكومة الكفاءات لا يمثل النهاية، بل هو بداية لاختبار عملي لقدرة هذه الحكومة على التعامل مع التحديات الاقتصادية والأمنية والإنسانية التي تواجه البلاد. ويؤكد كثيرون أن النجاح سيتوقف على مدى قدرة الوزراء الجدد على تحويل الخطط إلى واقع ملموس، واستعادة ثقة المواطن في الدولة.
فالأمل، كما يقول مراقبون، لم يعد مجرد شعار، بل مسؤولية تتطلب رؤية واضحة، وإرادة صلبة، وعملًا جادًا على الأرض.