انباء السودان

أ.مهند عباس يكتب…مما أضحكني العزابي الذي أصبح جزءاً من الحي

انباء السودان

0

منوعات _ انباء السودان _ في حي سكني يقتصر غالبًا على الأسر، كان هناك شخص واحد يُعرف بلقب “العزابي”. هذا اللقب أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياته، حتى أن العديد من الأماكن المحيطة به تحمل هذا الاسم. فالشخص المعروف بلقب “العزابي” أصبح صاحب تاريخ طويل من التسميات، حيث أطلق سكان الحي اسم “شارع العزابي” على الشارع الذي يمر بجانب منزله، و”شجرة العزابي” على الشجرة القريبة من بيته، و”دكان العزابي” على المحل المجاور، وحتى “محطة العزابي” على محطة الحافلات القديمة القريبة. الجيران كانوا يشيرون إليه بلقب “جار العزابي”، ما جعله غير قادر على التخلص من هذا اللقب المزعج.

ومع تكرار هذه التسميات، قرر “العزابي” أن يغير مسار حياته ويضع حداً لهذا اللقب. فتزوج من ابنة عمه وأخذها للعيش في نفس البيت. لكن المفاجأة كانت في اليوم الذي عاد فيه من عمله ليجد مجموعة من النسوة أمام منزله يحملن الطعام، وعندما سألهن عن السبب، ردت إحداهن بابتسامة قائلة: “لا شيء، نحن فقط في طريقنا لتناول الغداء مع مرَّة العزابي!”، مما أثار ضحك الحضور.

تذكّرني هذه القصة بما يعيشه بعض أفراد قوات الدعم السريع، الذين يعملون في بيئات قد تكون غير ملائمة لهم. حتى وإن تركوا هذا العمل، فإن أصوات التشبيه تبقى تطاردهم. فالمرء قد يظل عالقًا في صورة معينة، مهما حاول تغيير مسار حياته، وهو ما يشبه التسمية التي تظل ملازمة للمرء رغم محاولات التغيير.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.