توجّه حجاج بيت الله الحرام منذ ساعات الفجر الأولى إلى صعيد عرفات، ليشهدوا الركن الأعظم من مناسك الحج، وسط أجواء روحانية خاشعة، وخدمات ميدانية متكاملة سخّرتها الجهات المعنية لتأمين تنقلاتهم وراحتهم.
وامتلأ مسجد نمرة عن آخره بالحجيج الذين أدوا صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، مقتدين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، في مشهد مهيب جمع بين الانضباط والتنظيم والتضرع الخاشع.
ومن على منبر مسجد نمرة، وجّه الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، رسالة جامعة في خطبة يوم عرفة، دعا فيها إلى التمسك بدين الله الذي أُكمل في هذا اليوم المبارك، والتزام شرعه بوصفه طريق النجاة، محذراً من الغفلة، ومبشّراً برحمة الله الواسعة لمن تاب وأناب.
وقد تميزت عملية التصعيد من منى إلى عرفات بسلاسة لافتة، بفضل خطة أمنية وإدارية محكمة، رافقت حركة الحجيج بالتنظيم والتوجيه، لتضمن سلامتهم وراحتهم في يوم يفيض بالمغفرة والرجاء.
وفي عرفات، علت الأصوات بالدعاء، وامتزجت دموع التوبة برجاء القلوب، في لحظة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر، لحظة لا يسودها إلا الأمل في عفو الله ومغفرته والعتق من نيرانه.