في تطوّر مأساوي جديد للوضع الإنساني المتدهور في مدينة النهود بولاية غرب كردفان، أعلنت غرفة طوارئ دار حمر عن إغلاق كامل لمصادر المياه في المدينة من قِبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار مياه الشرب، حيث بلغ سعر البرميل 50 ألف جنيه سوداني، وفق ما ورد في بيان رسمي على صفحتها بموقع فيسبوك.
وقالت الغرفة إن هذا الإجراء تسبب في أزمة عطش حادة ضربت المدينة وامتدت لتشمل القرى المحيطة، وسط عجز تام عن توفير البدائل أو تأمين وصول المياه للسكان.
وفي وقت سابق، كانت الغرفة قد أطلقت تحذيرات صادمة بشأن الأوضاع الأمنية والإنسانية، مؤكدة أن جثث الضحايا تملأ شوارع النهود، بينما تمنع قوات الدعم السريع ذويهم من دفنهم، ما حول المدينة إلى ما يشبه “عاصمة أشباح” تعج برائحة الموت.
وذكرت الغرفة في إفاداتها أن عشرات الجثث تتناثر في مناطق عدة من المدينة، منها شرق سوق المطار، شمال طلمبة نبتة، محيط مصنع الثلج، ومدخل غزة بالقرب من التبلدية. كما اتهمت القوات المتمركزة هناك بمواصلة عمليات تصفية جسدية بحق السكان، مما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني الكارثي.
ويأتي هذا التطور ليزيد من معاناة المدنيين المحاصرين وسط وضع أمني متدهور وغياب أي تدخل إغاثي فاعل، بينما تتصاعد المطالب المحلية والدولية بضرورة وقف الانتهاكات وتقديم المساعدة العاجلة للمنكوبين في المدينة.