زيارة مفاجئة للبرهان
متابعات _أنباءالسودان _ في زيارة مفاجئة إلى القاهرة، التقى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، بحضور وفد رسمي رفيع ضم وزير الخارجية محي الدين سالم، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد مفضل، والسفير السوداني بالقاهرة الفريق أول عماد الدين عدوي.
البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية المصرية كان واضحًا في الإشارة إلى الغرض الأساسي من الزيارة، مؤكدًا على أهمية “الآلية الرباعية” باعتبارها مظلة دولية للسعي نحو تسوية الأزمة السودانية ووقف الحرب. كما أعرب الرئيسان عن أملهما في أن يفضي الاجتماع المقبل للآلية الرباعية، المقرر عقده في واشنطن خلال أكتوبر الجاري، إلى نتائج ملموسة تسهم في تحقيق السلام والاستقرار في السودان.
لكن التحولات السياسية التي تشهدها الساحة السودانية تثير تساؤلات حول مدى فاعلية هذا الانخراط الإقليمي والدولي. فعلى الرغم من المشاركة الرسمية، لا تزال الحكومة السودانية تفتقر إلى رؤية استراتيجية واضحة للتعامل مع الأزمة المتفاقمة وتداعياتها، في ظل استمرار الحرب وتزايد المخاوف من سيناريوهات التقسيم.
ويرى مراقبون أن انضمام السودان إلى اجتماعات الآلية قد يُفسَّر كمؤشر على انتقالها إلى صيغة “خماسية” أو “4+1″، إلا أن هذا الانضمام لا يكفي وحده لتحقيق اختراق حقيقي في مسار الأزمة، ما لم يكن مدعومًا بموقف داخلي موحد ومؤسسي.
ويحذر محللون من أن تكون استجابة الخرطوم لهذا الحراك الدولي مجرد محاولة لشراء الوقت، دون خطة واضحة، وهو ما قد يؤدي إلى اتساع العزلة الدولية وفقدان ثقة بعض الحلفاء الإقليميين والدوليين.
في المقابل، يشير البعض إلى أن السودان يمتلك فرصة حقيقية إذا ما اختار الانخراط بفعالية في قيادة هذا المسار، بدلًا من الاكتفاء بدور المتلقي. وقد يكون الدخول في مفاوضات ثنائية مباشرة مع دولة الإمارات العربية المتحدة خطوة إيجابية يمكن أن تدفع بجهود الوساطة إلى الأمام، وتوفر الوقت والموارد
عثمان ميرغني