متابعات_ انباء السودان _
حقق الجيش السوداني تقدماً ملحوظاً في الحرب الدائرة ضد قوات الدعم السريع، بعد أن تمكن يوم الجمعة من فك الحصار الذي دام أكثر من عام ونصف على مقر قيادته العامة في الخرطوم. كما استولى الجيش على مصفاة النفط في منطقة الجيلي شمالي الخرطوم، في خطوة وصفها الخبراء بأنها لحظة حاسمة في مجريات الحرب.
بدأت العملية العسكرية الهامة عند الخامسة مساء بتوقيت السودان، حين تقدمت ثلاث قوى عسكرية تابعة للجيش السوداني من مناطق مختلفة في الخرطوم للالتحام في الخرطوم بحري، ليتم فك الحصار عن القيادة العامة للجيش. وكان القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، في مقدمة الحضور للاحتفال بهذا الإنجاز العسكري، الذي وصفه المراقبون بأنه تطور استراتيجي سيؤثر بشكل كبير على مجريات الحرب.
وكانت قوات الدعم السريع قد حاولت مراراً اقتحام القيادة العامة للجيش منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، لكن الجيش السوداني تمكن من الحفاظ على مواقع قوته. وفي ظل الحصار، استخدم الجيش أساليب متعددة لنقل الإمدادات الغذائية والطبية للمحاصرين داخل مقر القيادة العامة، بالإضافة إلى تنفيذ عدة خطط عسكرية لفك الحصار.
المؤشرات العسكرية تظهر أن هذا التقدم يعزز موقف الجيش السوداني بشكل كبير، حيث تزامن فك الحصار مع استيلائه على مصفاة النفط، التي كانت تمثل هدفاً استراتيجياً لقوات الدعم السريع. ويشير المحللون العسكريون إلى أن فك الحصار يمثل بداية المعركة الأخيرة لتوسيع سيطرة الجيش في الخرطوم، ما قد يمهد الطريق لاستعادة السيطرة على كامل المدينة.
وفي المقابل، ردت قوات الدعم السريع بالتشكيك في هذه الإنجازات، حيث وصف أحد مستشاري قائد الدعم السريع ما جرى بأنه مجرد “أكاذيب”. إلا أن مصادر عسكرية أكدت أن الجيش السوداني تمكن من استكمال عملية فك الحصار ونجح في تنفيذ عدة عمليات عسكرية بشكل متقن.
المرحلة المقبلة من الحرب قد تشهد تصعيداً في المعارك في الخرطوم، خاصة بعد السيطرة على مصفاة الجيلي، مما يضع القوات المتبقية في الخرطوم بحري أمام خيارات صعبة قد تؤدي إلى هزيمة أو استسلام.