انباء السودان

تصاعد العنف الجنـ ـسي وزواج القاصرات في مناطق النزاع بالسودان: تقارير تكشف عن مأساة النساء والأطفال

انباء السودان

0

متابعات_ انباء السودان_ في إفادة لمواطن من منطقة ود البشير بأم درمان، قال: “كنا نظن أن الحرب ستنتهي خلال عشرة أيام، لكن بعد شهر تبين لنا أننا أمام حرب طويلة. لم نتمكن من مغادرة مناطقنا بسبب ظروفنا العائلية والمادية، فضلاً عن خوفنا من تجربة النزوح”. وأضاف المواطن أنه كان يسعى لتقديم خدمات طوارئ للأسر لمساعدة النساء والأطفال على تحمل آثار الحرب.

لكن الوضع في المنطقة شهد تصعيدًا مروعًا، حيث أصبحت مناطق ود البشير جزءًا من مناطق نفوذ أطراف الحرب، وشهدت موجة من العنف الشديد ضد المدنيين. وتعرضت المنطقة لحالات نهب تحت تهديد السلاح، إضافة إلى جرائم اعتداء على النساء، بما في ذلك عشرات حالات الاغتصاب لقاصرات تتراوح أعمارهن بين 12 و15 عامًا. كما وقعت حادثة اغتصاب لامرأة في الـ65 من عمرها، وأخرى لطفلة في الخامسة من عمرها، التي توفيت جراء الحادثة علي قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى وفاة والدتها إثر الصدمة.

وأفاد التقرير بأن المسلحين عادة ما يستجوبون المواطنين، لا سيما النساء، عند تنقلهم بين مناطق نفوذ الأطراف المتحاربة، ويواجهون العنف اللفظي في مواقع ارتكاز المقاتلين.

في سياق متصل، انتشرت ظاهرة زواج القاصرات في منطقة سيطرة قوات الدعم، حيث تبرر بعض الأسر هذا الإجراء بحماية الفتيات أو للحصول على المال. كما تم توثيق حالات زواج قسري تحت تهديد السلاح من قبل المسلحين. وتشير تقارير مجلس حقوق الإنسان إلى أن النزاعات تزيد من خطر ممارسة زواج الأطفال والزواج المبكر، حيث يدفع الفقر والتهديدات الأمنية الأسر إلى تزويج بناتها لضمان “حمايتهن”.

مع استمرار الحرب وتوسعها في مناطق أخرى من السودان، يتزايد القلق من تفشي العنف الجنسي. وفقًا لتقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة في ديسمبر 2024، فإن أكثر من 6.9 مليون امرأة وفتاة، بالإضافة إلى عدد متزايد من الرجال والفتيان، معرضون لخطر العنف الجنسي في جميع أنحاء البلاد. وأشار التقرير إلى أن الأعمار المتأثرة بالعنف الجنسي تتراوح بين 6 و75 عامًا.

وقد أعرب محمد شاندي عثمان، رئيس بعثة تقصي الحقائق الخاصة بالسودان، عن صدمته من النطاق الواسع للعنف الجنسي في البلاد، قائلاً: “إن وضع المدنيين الأكثر حاجة، لا سيما النساء والفتيات، يبعث على القلق الشديد ويستدعي معالجة عاجلة”.

العنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والاستغلال الجنسي، والاختطاف لأغراض جنسية، اتخذ أشكالاً متعددة في سياق غزو المدن والبلدات والهجمات على مواقع النزوح. كما سجلت الأمم المتحدة حالات من الزواج القسري والاتجار بالبشر عبر الحدود لأغراض الجنس، مما يشير إلى تدهور الوضع الإنساني في مناطق النزاع.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.