كشف تقرير صحفي عن تصاعد لافت في النشاط العسكري بين ليبيا والسودان، مع تسجيل تكثيف ملحوظ لحركة الطائرات العسكرية من مطار الكفرة، الخاضع لسيطرة قوات خليفة حفتر، نحو الأراضي السودانية.
ووفقاً لمراسل قناة الجزيرة في ليبيا، فإن مطار الكفرة شهد خلال الفترة الأخيرة تزايداً لافتاً في إقلاع طائرات “إليوشن” الروسية المحمّلة بالأسلحة والذخائر، حتى بلغ الأمر في بعض الأيام إلى خمس رحلات متتالية، دعماً لقوات الدعم السريع التي تخوض معارك دامية ضد الجيش السوداني.
التقرير أشار كذلك إلى وصول طائرات شحن خاصة تحمل طائرات مسيّرة إلى الكفرة، بعد نقلها من مطارات تقع شرقي ليبيا، قبل أن تُهرّب لاحقاً عبر الحدود إلى تشاد، ومنها إلى السودان، وفقاً لمصادر موثوقة.
وتحدثت المعطيات عن أن شحنات السلاح هذه وصلت في توقيت حساس، تزامناً مع خسائر ميدانية مُنيت بها قوات الدعم السريع، ما يعزز فرضية وجود دعم لوجستي مستمر لتعويض تلك الخسائر.
وبحسب ما رُصد، فإن طائرات الشحن التي انطلقت من الكفرة توزعت بين مطارات تشادية وأخرى تقع تحت قبضة الدعم السريع داخل السودان. كما رُصدت قوافل عسكرية برية محملة بالأسلحة والمضادات الجوية، انطلقت مؤخراً من الكفرة إلى معسكر تيهيدة، الواقع جنوب المدينة بنحو 60 كيلومتراً، والذي يستخدمه الدعم السريع كمركز إمداد بإشراف مباشر من صدام حفتر، نجل خليفة حفتر.
وفي السياق ذاته، أوضح التقرير أن كتيبة “سبل السلام” التابعة لحفتر، بقيادة عبد الرحمن هاشم الزوي، تشرف بشكل مباشر على عمليات استلام وتوزيع هذه الإمدادات، بما في ذلك استقبال طائرات الشحن وتنظيم تحركاتها نحو السودان.
يُذكر أن الصراع المستمر منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أودى بحياة الآلاف وشرّد الملايين، في ظل اتهامات متزايدة لقوى خارجية، خاصة خليفة حفتر، بلعب أدوار محورية في تأجيج نيران الحرب.
وتعزز تصريحات كبار قادة الجيش السوداني هذه الرواية، وعلى رأسهم الفريق أول ياسر العطا، الذي لوّح برد صارم ضد كل من يدعم الحرب على “الأمة السودانية”، متهماً جهات ليبية بتقديم دعم عسكري لمليشيات الدعم السريع.
رغم نفي حفتر رسمياً أي تدخل في النزاع السوداني، تتواصل التقارير الإعلامية التي تتهمه باستخدام قواعده العسكرية لتزويد الدعم السريع بالسلاح والوقود، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي المضطرب.