كشف مصدر مطلع من داخل قوات الدعم السريع عن صدور أوامر مباشرة من قائد القوات عبد الرحيم دقلو لقادة الاستخبارات بتصفية كل من يتجرأ على المطالبة بحقوق الجرحى والقتلى من عناصرهم، سواء كان من نظّار القبائل أو عمد المحليات
خاصة ممن بدأوا يرفعون أصواتهم داخل مجتمعاتهم بالمطالبة بكشف مصير أبنائهم الذين خاضوا معارك خاسرة دون توفير الحد الأدنى من الدعم الطبي أو الإنساني.
وفي أولى هذه العمليات التي نُفذت بسرية تامة، تعرّض ناظر قبيلة “الفلايتة” من المسيرية في ولاية غرب كردفان لعملية اغتيال مدبّرة عبر التسميم خلال مناسبة اجتماعية.
وتشير المصادر إلى أن مادة “Botulinum toxin” القاتلة تم دسّها له بعناية، لتنهي حياته وسط صمت رسمي وغموض يلفّ ملابسات الحادثة، دون أي تحقيق معلن حتى الآن، رغم مطالبات محدودة بالكشف عن الحقيقة.
المراقبون يرون أن دقلو يسعى من خلال هذه التعليمات الصارمة إلى إسكات أي صوت قبلي قد يشكّل خطرًا على وحدة الدعم السريع من الداخل، خاصة بعد تزايد مشاعر الغضب وسط العشائر التي فقدت أعدادًا كبيرة من أبنائها، في معارك يرى كثيرون أنها لم تحقق لهم أي مكاسب.
التوترات بدأت تتصاعد بالفعل داخل بعض القبائل التي كانت تُعد سابقًا جزءًا من الحاضنة الاجتماعية للدعم السريع، حيث ظهرت بوادر رفض وتململ بين الجنود والقيادات القبلية، مع تزايد احتمالات نشوء نزاعات قبلية انتقامية إذا استمرت سياسة التصفيات وتجاهل مطالب العدالة والرعاية لضحايا هذه الحرب.