خاص_ انباء السودان|
في ظل الأوضاع المتأزمة التي يعيشها السودان، يشهد الشعب السوداني تباينًا حادًا في مواقف القوى العسكرية المختلفة، مع تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. إن الأحداث الأخيرة تطرح تساؤلات حقيقية حول الشرعية في النزاع الحالي.
الجهد في الدين والعمل من أجل تعزيز المصلحة العامة له أسباب واضحة في فقه الشريعة الإسلامية، فالدين لا يقبل الجهد الفوضوي أو الانقسام، بل يدعو إلى الوحدة والتماسك من أجل المحافظة على الأمن والاستقرار. وما يحدث في السودان اليوم من صراع بين الجيش السوداني والدعم السريع ليس إلا تجسيدًا لغياب تلك المبادئ. فكل من يقاتل في صفوف الدعم السريع يعيش في حالة من الأوهام، متمسكًا بوعود زائفة لم تتحقق، ويجد نفسه في النهاية ضحية لتحولات سياسية وعسكرية لا علاقة لها بمصالح الشعب السوداني.
الشرعية الآن باتت بيد الجيش السوداني، الذي يواجه تحديات شديدة للحفاظ على أمن البلاد ووحدتها، ويسعى إلى استعادة السيطرة على الأوضاع وإعادة الاستقرار الذي فقده الشعب السوداني نتيجة لهذا الصراع. وقد أظهرت القوات المسلحة السودانية التزامًا واضحًا بحماية الدولة وحفظ أمنها، وهو ما يجعل الشرعية العسكرية في هذا الوقت أمرًا بديهيًا.
من ناحية أخرى، فإن الدعم السريع لا يملك الأسس الشرعية التي تمكنه من فرض رؤيته على الشعب السوداني، بل يبدو أن العديد من عناصره يفتقرون إلى الوعي الكامل بمخاطر المواقف التي يتخذونها. وفي الواقع، إن تلك القوة التي تقاتل إلى جانب الدعم السريع لا تدافع عن قضية وطنية حقيقية، بل تساهم في تدمير الوطن وتقويض وحدته.
إن الطريق إلى السلام في السودان يتطلب وحدة الصف، وعليه يجب أن يكون التركيز على تعزيز الجهود لإعادة بناء الدولة وتحقيق السلام المستدام. يظل الشعب السوداني هو الضحية في هذا النزاع، وعلينا أن نبحث عن حلول سياسية تضع حدًا لهذا الصراع الذي يضر بالجميع.
مهند عباس العالم.